بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
في قائمة الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء IFFHS
تذيل نادي الهلال السعودي مع خمسة أندية من مختلف قارات العالم، قائمة ترتيب أندية العالم TOB 350 لشهر تشرين الأول (أكتوبر) 2008 الصادرة أمس من قبل الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء IFFHS بسبب تدني مستواه في بطولات بلاده محليا وعدم مشاركته الإيجابية في البطولات القارية.
واحتل الهلال المركز الأخير في القائمة جامعا 61 نقطة، ومقتسما المركز مع بولتافا الأوكراني، سبارتاك ترنافا السلوفاكي، النجمة البحريني، جبل الكاميرون الكاميروني، والمبرة اللبناني، فيما احتل مواطنه الثاني الاتحاد المركز 258 جامعا 71 نقطه، ومقتسم هو الأخر مركزه المتأخر مع ثلاثة أندية، هي : جوا الهندي، رابيد بوخارست الروماني، وشكودير الألباني، وذلك بعد أن كان محتلا لمركز 225.
وشهد الموسمان الأخيران سقوطا ذريعا للأندية السعودية التي غادرت أكثرها التصنيف الدولي، وبقى الاتحاد والهلال المنتظر مغادرتهما خلال الأشهر المقبلة، وخاصة الأخير بعدما كانت تختار لأنفسها مراكز متقدمه في قائمة TOB 100 وتتزعم الأندية العربية والآسيوية وخاصة الهلال والاتحاد والنصر الذي غادر منذ خمسة مواسم.
وشهد عام 2002، 2003، 2005، و2006 أفضل وجود للأندية السعودية انحصرت م بين المركز الـ 50 وحتى 130، وهي: الهلال، النصر، الاتحاد، الأهلي، الشباب، القادسية، والطائي، لكن سرعان ما غادرت التصنيف ومراكزها المتقدمة ليبقى في الموسمين الماضيين الاتحاد والهلال لحفظ ماء وجه الكرة السعودية وفي مراكز متأخرة.. يذكر أن برشلونة الإسباني يتصدر القائمة الجديدة، تلاه ليفربول الإنجليزي ثانيا، وجاء مانشستر يونايتد ثالثا.
في المقابل، أبدى عبد العزيز الخالد مدرب المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة القدم أبطال كأس العالم 2006 في ألمانيا، حزنه الشديد لنتائج هذا التصنيف وتراجع أندية وطنه، وقال "الجميع يتحمل المسؤولية"، مؤكدا "يجب أن نأخذ الموضوع محمل الجد، وأن نسهم سويا في عودة أنديتنا لمواقعها الطبيعية".
وأضاف "مع الأسف الاحترافية الحقيقية لدينا ناقصة، وفي أنديتنا خصوصا تحتاج إلى عمل جبار"، مشددا "نحتاج إلى مخاطبة والتواصل مع مسؤولي الاتحاد الدولي لـ IFFHS ودعمه بمعلومات أنديتنا وإنجازاتها ومشاركاتها، الإعلام المرئي والمقروء مازال مشغولا بمقارنات ومواضيع ومهاترات وأمور لاتسمن ولا تغني من جوع متناسين أمور أهم وأكبر تهم مصلحة الوطن، نحتاج إلى الاهتمام أكبر وأكثر بالفئات السنية وخاصة المنتخب الأولمبي".
وزاد "شح صوتنا ونحن نطالب منذ أربعة مواسم بدوري متواصل لفئة الأولمبي لأنه الداعم الحقيقي للأندية والمنتخبات الوطنية، ويحافظ على نجوم هذا العمر".
وبارك الخالد الخطوة التي قامت بها بعض إدارات الأندية مثل الهلال باستقطاب سلمان العنقري المتميز في الإحصائيات والأرقام وتعيينه مسؤولا عن المركز الإعلامي في النادي، وكذلك قيام نادي الأهلي بإنشاء أكاديمية رياضية هي الوحيدة والمقامة بشكل رسمي وغيرها اجتهاد شخصي، وقال "نحتاج إلى عمل جبار، وما زال الوسط الرياضي يتميز بأسماء مميزة شابة بفكر واع لديها الكثير لخدمة رياضة الوطن أمثال مساعد العبدلي ومن هم بفكره".
وطالب الخالد الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه ـ التي حملها هي الأخرى جزءا أكبر من المسؤولية ـ بإقامة ورش عمل وندوات رياضية في مقر الاتحاد أو في الأندية المنتشرة في السعودية، وقال "يجب أن تعيد النظر في أمور احترافية عدة، فالأمور الإدارية أهم وأكبر من الأمور الفنية في نواح عديدة".
وتساءل الخالد "أين موقع الاتحاد السعودي الرسمي؟ لماذا هو مغيب؟ ولما لا تكون هناك نسخة بالإنجليزي يعود إليها مسؤولو الاتحادات الدولية والقارية بها مشاركة أندية الوطن؟".
وكشف الخالد أن الاتحاد الآسيوي يتحمل الجزء الأكبر لغياب الأندية السعودية عن التصنيفات الدولية كونه لا يقيم أندية القارة، ومغيب لعديد من الإنجازات الفردية للأندية.
من جانبه، اعترف علي حمدان أمين عام نادي النصر، بتقصير الأندية السعودية في المحافل الدولية وحملها مسؤولية نتائج التصنيف، وقال "منذ 2005 وحضورنا ضعيف في المشاركات القارية". وأضاف "بعد الاتحاد لم يخرج أحد بعدما كان هناك أندية النصر الأهلي، والهلال تسطع في سماء القارة".
وضرب أمين عام النادي الأصفر مثلا "لاعبونا ليس لديهم ثقافة الذهاب والإياب"، موضحا "لماذا لا تطبق لجنة المسابقات نظام الذهاب والإياب والمتمثل في الهدف بهدفين".
وزاد "لو طبقتاها داخليا فإن اللاعب سيعرف ويعي أهمية مباريات الذهاب والإياب ويحس بها كثيرا كونها هي النظام المعمول به دوليا والذي فشلنا فيه السنوات الأخيرة بعدما كنا متميزين في بطولات التجمع".
ووصف علي حمدان تداخل المسابقات وكثافتها وعدم توزيعها بالشكل المطلوب بأنها أحد أسباب هبوط وتدني مستوى الدوري السعودي داخليا وخارجيا، وقال "ضغطت اللاعبين وشتتهم".
وفي جانب ثان، اتفق الوسيط السعودي أحمد القحطاني مع الرأي القائل بأن المسؤولية يتحملها الجميع، وقال "مادامت الأندية تدار من قبل أفراد متطوعين فإننا سنضطر إلى الوقوف طويلا لنتقدم"، محملا الجزء الأكبر للأندية.
وأضاف "رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة هم من يختار الأجانب والمدرب مع الأسف الشديد هو آخر من يعلم، والأجنبي الذي يحضر ونطمح إلى أن يضيف إلى الدوري المحلي يكون هناك لاعب سعودي أفضل منه، عدم وجود مختصين يفهمون الاحتراف الحقيقي، وتهميش القاعدة الكروية في الأندية بشكل كبير رغم أنها الأساس"، مؤكدا "باستثناء أكاديمية النادي الأهلي أرى أن الأكاديميات الموجودة حاليا هي مراكز صيفية أو ترويحية، وأتمنى أن تخطو الأندية خطوة الأهلي التي ينتظر أن تجني ثمارها في السنوات القليلة المقبلة".
وتابع "مادام النادي يتملك اللاعب ويضع العراقيل لاحترافه داخليا أو خارجيا فإننا لن نتقدم"، مشددا "في بعض الأندية لو أنتقل لاعب واحد لانتهت مسيرة هذا النادي كون بعض اللاعبين ليس لهم مثيل ولندرة المواهب".
وتمنى القحطاني من لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم تكثيف الورش والدورات للرياضيين والإداريين والإعلاميين لما فيه مصلحة الوطن.