الملكه هانا
عدد الرسائل : 540 العمر : 29 بلدك : السعةديه العمل/الترفيه : ولاشي المزاج : نص نص مزاج : الاوسمه : الادعيه : تاريخ التسجيل : 29/08/2008
احلام بنات بنات لعبه مثيره: يجب على العضو اولً ان يكون عدد مساهمات (12)اولً قبل انشاء ورقه شخصيه
| موضوع: الفطيرة .............؟ الخميس سبتمبر 11, 2008 5:15 pm | |
| - هل هذه الفطائر ساخنة؟ - نعم - ولذيذة؟ - نعم . كم واحدة تريد؟ ( عبث الصبي بجيب سرواله الرث ثم أخرج يده قائلا بكل ثقة) - ليس الآن . سوف يكون معي ثمنها يوما ما.
اعتاد ذلك الصبي الصغير ذو الوجه المستدير والعينين الغائرتين - بخصلته السوداء الملقاة على جبينه الأبيض في إهمال محبب , أن يقف على رصيف الشارع قبالة الواجهة الزجاجية لمحل بيع الفطائر , متفرسا من خلف الزجاج في رواد المحل وهم يلتهمون الفطائر الساخنة في نهم شديد .و كان هذا الحوار يدور مع البائع كلما مر الصبي من هناك؟
في الصباح الباكر كان يمكنني رؤية هذا الصبي واضعا يديه في جيوب سرواله الرث مانعا إياه من الانزلاق عن خاصرته النحيلة , مطرقا برأسه إلى الأرض .. يركل حجرا بمقدمه حذائه المهترئ .. يعاود اللحاق به في إصرار كلما ابتعد عنه ليركله من جديد حتى ينعطف إلى طريق مدرسته حاملا جراب كتبه على ظهره وقد شد حول كتفيه بجبل رفيع. - هل هي فطائر ساخنة؟ - كما تحب. - احزر ما في جرابي؟ - ما هو درسك المفضل ؟ - أحب معلم التاريخ. لقد قام البطل .... - لم يسمع البائع المقطع الأخير من حديث الصبي إذ انصرف ملبيا حاجة اثنين من زبائن المحل الأجانب - على أبه حال كان وجود سائحين في مدينة مهددة بغارات جوية مفاجئة أمرا غريبا , لعلهما مراسلين أجنبيين لتغطية حرب ألقت بظلالها الكئيبة على تفاصيل الحياة في هذه المدينة الحدودية الصغيرة.
أعطاهما البائع فطيرتين , دفعا إليه الثمن ثم أخذ أحدهما يغمز زميله بلغة لم يفهما غيرهما وهو ممسك الفطيرة بأطراف أصابعه. ضحكا بصوت مرتفع وغادرا المكان. وبنظرة حادة علق الصبي عيناه عليهما حتى اختفيا. سار الصبي إلى بيته كمن يحمل جراب هم على كاهله الصغير, ورغم إصرار على تحقيق شئ ما قد لمع في عينيه ,إلا أن قلقا قد كسى وجهه المصفر, أبان عما في قلبه الصغير من حزن دفين.. راح يبدده بركل حجر صغير بمقدمة حذائه المهترئ ماضيا, مطرق الرأس , في طريقه الذي لم يخل أبدا من حجر هناأوعثرة هناك. حين لاح قادما من مدرسته ظهر ذلك اليوم الذي تعكر صفوه ببعض الغيوم , كان الصبي على غير عادته , مستقيم العود, يمشي نحو دكان الفطائر في همة بادية وإصرار كبير. فجأة دوت صافرات منذرة بغارة وشيكة. بعد قليل ستكون المدينة الصغيرة تحت رحمة النار والحديد أوقفت السيارات إلى جانب الطريق وهرول الناس في كل اتجاه احتماء بساترأو اختفاء في قبو بناية على حين أسرع أصحاب الدكاكين بإغلاق الواجهات , وانهمك الباعة الجائلون في لملمة بضائعهم التافهة والفرار. دبت في الشارع روح من الذعر وحب الحياة في آن واحد. إلا هذا الصبي , مضى في طريقه كأن الأمر لا يعنيه , سار في طريقة منتصب القامة واثق الخطى, وقد ساد المكان سكون وترقب لمصير لا يعلمه إلا الله.. وقف الصبي قدام دكان الفطائر: - أريد فطيرة ساخنة محلاة بالسكر. اعترت البائع دهشة بالغة وهو في عجلة من أمره لمغادرة المكان ... فصرخ : - اذهب الآن انهم قادمون !! -لا بل اعطني الفطيرة ... الآن .... هاك ثمنها. ومد ذراعه النحيلة مشدودة , باسطا كفه الصغير بقطع من نقود معدنية. -اذهب ألا تسمع الصافرات .. ؟.!! انهم .... أصر الصبي على طلبه وتسمر قدام واجهة الدكان الزجاجية في ذات اللحظة التي شق فيها السكون أزيز طائرات, تحول إلى هدير تنخلع له القلوب, تبعه صفير ممتد وسقط شئ ما قبالة الدكان فانقدح وميض حاد وانفجار هائل مصحوب بريح صفراء مجنونة انتزعت المدينة من جذورها. سمعت أصوات انهيار وتكسر زجاج واصطدام حديد بحديد وصرخات آدمية. انحسرت سحابة الدخان والتراب كاشفة عن شارع مبقور ورائحة بارود وأكوام حجارة وزجاج وشظايا حديد , وانين , وأشلاء, ودماء منتشرة في محيط دائرة كبيرة . لم يتضح من ذلك شئ واضح المعالم , إلا كتاب تاريخ لتلاميذ المدارس الأولية , وأصابع آدمية صغيرة مطبقة بقوة على جزء ٍمن فطيرة ساخنة. من اختيار علي بن حسين ابو سارا --- قصة غدا نلتقي
بقلم محمد عبد الخالق عثمان الطالب بكلية الشريعة بالجامعة
--------------------------- كنت أعرف هذا الشاب جيدا من خلال صداقة جمعتنا ثلاث سنوات ولقد أعجبت به كثيراً، ولقد كان أسامة مثالاً للشاب المسلم الواعي المدرك لشريعة دينه المدرك لما يدور حوله وفي عالمه وكان يتمتع بنفسية شفافة وفطرة لم تكدر فكان يعرف لكل مقام مقاله وكان يعالج معارفه بشيء كثير من الصبر. وكثيراً ما كنت أشفق عليه في حواره مع أحد الأشخاص، وطول صبره وكثرة ما يتغاضى في حديثه عن كلمات جارحة له مقصودة آملا في أن يصل لما يريد. وإنني إذ أكتب عنه اليوم فإنما أضعه نموذجا وقدوة للشباب المسلم. كنت وإياه نخرج سويا ًإلى المسجد في الصباح في الأيام التي كن نجتمع فيها، وكنت أرى علامات الحزن ترسم خطوطاً على وجهه ونحن نتهيأ للصلاة وليس معنا سوى ما يعد على أصابع اليد الواحدة من المصلين . فلت له يوماً.. أخبرني بربك يا أسامة لماذا التحقت بكلية الطيران؟ إن والدك قد انتقل إلى رحمة الله وأنت الآن تعول أسرتك الكبيرة العدد وأخوتك كلهم صغار ويحتاجون لمن يكون بجانبهم دائما خاصة وأن دخلكم المعيشي قليل. تبسم من سؤالي ثم نظر إليّ نظرة المعاتب ثم قال: أنت تعرف يا محمد.. ألم نتحدث في هذا قبل ذلك - قلت بلى تحدثنا ولكن يبدو لي أحياناً أنك من أصحاب الشائبتين. أي أنك تريد الدنيا ( ثم ) الآخرة.. قال إن كنت كذلك - فلا بأس - قلت إذن لم تفهم سؤالي يا أسامة، إنني أقصد أنك ربما تكون من الذين يحبون أن يروا أنفسهم وهم يرتدون زي الضباط وتهب لهم الناس قياما وتؤدى لهم التحيات بالأيدي والأرجل ويقال هذا فلان وأنت تنتفخ ويمتلئ صدرك وتشمخ بأنفك وتضرب الأرض بقدمك ثم بعد ذلك لا بأس أن تكون لديك نية للآخرة أيضا ولكنها ثانوية.
قال: إنني أستطيع الآن أن أقول أن كل الناس لا تفهمني، كنت أظنك الوحيد الذي تفهمني فإذا أنت تجتهد في فهمي أيضا، وما كان ينبغي لك ذلك ألم تقل لي أننا غرباء، فإذا كنا من أهل الدنيا فلسنا فيها بالغرباء.. نظرت إليه ثم سكت فترة ليست بالقصيرة وأنا أتابع ذكرياته معي في السنوات الماضية واجتهاده وتدينه. والحق أن سؤالي له كان بقصد مني، لقد أردت أن أعرف مقدار التدين وعمقه لديه، ثم نظرت إليه فجأة وفي توجيه خاطف سألته: وإلى أين بعد التخرج؟ قال: ولماذا تتعمد السؤال المفاجئ هكذا؟ أتريد أن أتلعثم في الإجابة. لا والله لقد أعددت الجواب منذ وقت طويل.. إنني يا أخي ذاهب إلى الله.. قلت عجباً والآن أليس إلى الله، قال بلى ولكن الوصف الذي ينطبق على نفسي الآن أنني مع الله، قلت له: أسامة أرجو تفسيرا أكثر.. قال لبيك.. أخي إنني بعت نفسي لله بكل رضا وما بقي إلا أن أتحين الفرصة المناسبة لعل الله يقبلني.. قلت: وتتركني وحدي يا أسامة، إن الرياح تعصف من حولي بشدة والغبار يحجب الرؤية والظلمة شديدة وماذا أفعل أنا يا أسامة؟ قال: لا تتعجل ومن يدري إن الأعمار بيد الله وفجأة صرخ طفل صغير فدخل أسامة مسرعاً ثم عاد بعد قليل، قلت خير قال خير إنه أخي أحمد، أمي مشغولة عنه بالصلاة وهو دائماً في عراك مع اخوته. وساد السكون بيننا وقتاً وخواطري تحوم وتجول، إن اخوته صغار ولكن كم يتعب الجسد إذا كانت النفس كبيرة الغاية شريفة الأمل. ثم نظر إليّ واستطرد قائلا: أين أنت؟ لعلك غبت عنّا إلى بعيد.. كفاك أخي هذا الشرود.. لا تفكر فيما تكفل الله به. نظرت في ساعتي ثم قلت: أسامة أستودعك الله وإلى الغد نلتقي إن شاء الله..
اسمح لي الآن أن أنصرف.. وانصرفت وفكري معه وصورته ما تزال تطوف بخيالي.. لكم أتمنى أن يكون كل الشباب المسلم هكذا؟ ولكن ليست الأمور بالتمني، إن الواقع وربما دلائل المستقبل تكذب هذا التمني.. وطال ليلي وأنا أفكر وأخيراً نمت وفي الصباح استيقظت وتوجهت إلى المسجد هادئاً لا صوت ولا حركة لكأنه غريب يلفظ أنفاسه الأخيرة في فلاة منقطعة وكانت الشوارع تبدو خالية إلا من مبكر إلى مزرعته آخذ بذنَب بقرته أو صاحب متجر طمع في بيعة زيادة فابتدر يومه، دخلت المسجد وإذا بأسامة جالسا ينتظر.. ألقيت عليه السلام ثم قلت أنت قضيت الليلة هنا أم جئت الآن.. تبسم وقال لو كنت أستطيع لفعلت لقد جئت منذ قليل ثم أذنت للفجر وجلست قلت هيا بنا نصلي قال هيا.. صلينا وخرجنا قلت له الإفطار عندي قال لا بأس ليكن عندك إنني سأسافر اليوم إن شاء الله اليوم اليوم ولماذا لم تخبرني قبل ذلك. قال وماذا كان سيحدث؟ إن الكلية ستبدأ غداً ولا بد لي أن أحضر الدروس الثنائية من أولها لننهي تلك المرحلة بعون الله. قلت موفق بإذن الله لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك. دخلنا منزلنا وأفطرنا ثم جلسنا قليلا وخرجنا وتوجه هو إلى منزله وبعد فترة أرسل لي أخاه الصغير.. إن أسامة مسافر الآن. توجهت معه إلى السيارة ولقد كان وداعاً حاراً ومؤلماً لم يكن مثل كل وداع ولم أكن أدري أن هذه آخر مرة أرى فيها أسامة.
وتابعت السيارة وهي تغيب عن بصري رويداً رويداً ثم عدت لمنزلي والخواطر تذهب بي كل مذهب. وجاء موعد رحيلي أنا الآخر وتوجهت إلى المدينة المنورة وبعد حين وصلتني أول رسالة من أسامة جاء فيها: "عزيزي محمد: لقد تخرجت بعون الله وكنت أول دفعتي، والآن إن أملي يوشك أن يتحقق إنني أملك الآن تحت يدي طائرة حربية حديثة.. تدري ماذا وضعت فيها؟ لقد وضعت فيها عن يميني مصحفا وأمامي صورة للكعبة الشريفة، إنني فرح جداً وفخور للغاية كم أتمنى أن أراك، إنني أحياناً يا محمد أصلي داخل الطائرة إنها متسعة نعم تستطيع أن تحمل أطناناً من القنابل لتلقيها على أعداء الإسلام لكم هي جميلة إنني أحبها وأشعر أنها تحبني كم أتمنى أن تُصنع في بلادي. أما من جهة أمي واخوتي فهم بخير إن رسائلهم لا تنقطع عني ، إنني مشتاق لهم وأرجو أن أراهم ولقد وافقت أمي على رغبتها في خطبة بنت خالي لي.. إنها متدينة .. أحمد الله .. وصيتي سر على الدرب يا أخي وأستودعك الله.. أخوك أسامة" كان هذا أول اتصال بيني وبين أسامة بعد تخرجه أما الاتصال الثاني فقد جاء في رسالته:
"أخي محمد: إنني أتألم كثيرا من رؤية شبابنا، يؤلمني منظر الشعر والبنطلون وسلاسل الرقبة واللبان -لقد هجروا المساجد وعمروا السينمات والمسارح إننا في الجبهة لا ننام ليلا ولا نهارا حتى إذا نزلنا اليوم الشهري الذي نرتاح فيه كأننا في عالم جديد .. إنهم يضحكون ويلعبون.. إنني لأشعر أن الفارق بيننا وبينهم كبير.. إن كثيرا من زملائي يشعرون نفس الشعور.. إنني لا أستطيع أن أعيش في هذا العالم - أذكر لك شيئا آلمني جدا: ثلاثة من الشبان المسلمين كانوا يمشون أمامي أحدهم كان ممسكا في يده بفرشاة وإناء به لون أحمر وكان المؤذن يؤذن للظهر في المسجد الذي أمامنا أحدهم قال للآخر انتظرني هنا ( خارج المسجد ) سأدخل الحمام ثم آتي حالا أما الآخران فقام أحدهما بوضع الفرشاة في اللون الأحمر ثم كتب على حائط المسجد( انتخبوا صاحب الرأي الحر ….. ) ثم انصرفوا جميعا.. لقد دخلت إلى الصلاة وقلبي يقطر دما. وصيتي العهد الذي بيني وبينك سر على الدرب يا أخي… أخوك : أسامة". ولم يمض أسبوع على تلك الرسالة حتى اندلع القتال الضاري في العاشر من رمضان والذي استمر ما يقرب من ثلاثة أسابيع وانتهى بنصر وليس بالنصر كله. وبينما أنا مار لفت نظري بائع الصحف ولا أدري ما الذي استوقفني إنني أسمع الإذاعة وفيها ما يغني عن الصحافة.. سألت البائع هل جاءت صحف؟ قال نعم ناولني الجريدة ونظرت في الصفحة الأولى وفجأة كأنما الأرض تتزلزل تحت أقدامي واعتراني دوار شديد - ما هذا يا ترى ؟ أهذا الذي أرى حقيقة - إنها صورة أسامة - إنها لتكاد تملأ الصفحة الأولى.. وما هذا العنوان؟ ( استشهاد البطل ). استشهد أسامة.. لقد رحل أسامة .. لقد باع نفسه لله.. وداعا يا أسامة لقد انفردت وحدي.. ورحت أقرأ ما كتب عنه:
"هذا البطل الذي ننشر صورته اليوم رمز لتصميم المسلم وانتقامه، لقد انتقل صائماً أغار بطائرته على القواعد الإسرائيلية ستاً وثلاثين غارة كانت جميعها ناجحة لم يفلح رؤساؤه في إقناعه بالراحة قليلا، لقد رفض كل راحة كانت تعطى له وفي غارته الأخيرة استطاع أن يسقط للعدو في طلعة واحدة خمس طائرات ثم أحس أن الوقود المتبقي في الطائرة لا يكفي لعودته إلى قاعدته.. أخطر القيادة بالأمر .. قال سوف أتصرف.. سوف أنتقم الانتقام الأخير.. ثم ألقى بالطائرة على أضخم قاعدة للصواريخ ( هوك ) أرض جو ولقد اندلعت النيران في كل القاعدة إنه البطل أسامة، الذي ترك وراءه سبعة أطفال أشبه بالطيور التي ما يزال ريشها ممتلئا بالدم.. ترك أمه وخطيبته.. إنه لم يمت .. سيظل حيا دائما". وما أن انتهيت من قراءة السطور القليلة حتى جمعت قواي وتوجهت إلى منزلي وألقيت بنفسي على السرير وراح طيف أسامة يطوف بخيالي .. رحمك الله يا أسامة.. نعم الشاب المسلم كنت .. لقد كنت صادقاً وكنت غريباً في عالم تنكر لأعظم القيم والمبادئ، ما رأيتك يوماً إلا ذاكراً أو خاشعاً.. كان كلامك يحمل معاني كبيرة ويوحي بنفس عظيمة .. لقد عشت في الدنيا وما عاشت فيك ولقد ابتعدت بنفسك الأبية عن سفاسف الأمور ومادية العصر فكنت جديراً بما اختار الله لك. وداعاً يا أسامة يا بطل، وسيظل صديقك كما أوصيت على الدرب حتى يلتقي بك فهنيئا لك ومفخرة لصديقك بك وصبراً لأخوتك الصغار ووالدتك المؤمنة الوقورة. وليعلم العالم أن الإسلام ما زال يعطي.. وليعلم العالم أن الإسلام لم يستنفد دوره وأننا ما زلنا بخير .. إن شموعنا لم تنطفئ جميعها…
------------------------------- | |
|