هذه قصة للعبرة والعظة وما أحوج قلوبنا إلى ذلك
ولنتذكر فإذا أراد الله شيئا يقول له كن فيكون..
قصة كتبتها بتصرف من شريط (علامات محبة الله)
للفضيلة الشيخ عائض القرني حفظه الله:
أخبركم بقصة وقعت في هذا العصر.. لرجل صالح.. صوّام.. عابد.. شيخ يعني بلغ من السن عتيا
لكن وقعت له قصة:
كان عنده بنات..ولم يكن عند أبناء أولاد.. فآذاه بعض الجيران..
-أعوذ بالله بعض الناس عنده تعدي على حدود الله-
آذى بناته إذا خرجن وإذا دخلن..
الرجل الشيخ عابد صائم النهار قائم الليل كثير الذكر لله .. شكا على الجيران فما أنصفوه..
وهذا الجار شاب قوي البنية ما يترك معصية إلا يرتكبها.. آذاه في بناته.. يضعفهم وهن عفيفات طاهرات..
فشكا حتى بلغت الشكوى إلى بعض الجهات الحكومية..
وفي الأخير جلس ليلة قال: كيف أشكي على البشر ولا أشكو على رب البشر..
وذلك الشاب الجار ما تزوج ..
فأحرم بعمرة هذا الرجل الصالح، العابد، قائم الليل، صائم النهار.. لكن الواحد الأحد بينه وبين الواحد حبال ممدودة ..
ووصل إلى الحرم محرما.. ولما اعتمر وقف بين المقام وبين الركن وبكى قال: اللهم من آذاني في بناتي وآذاني في أهلي فاسلب شبابه واحرمه الزواج في عمره واحرمه الذرية ..
وعاد.. وعاد في الليلة الثانية يسلم على جاره -على لغة الدوام- قال مد يدك قال هذه يدي قال مدها قال نعم قال ما يذوق العافية بعدها.. قال نعم.. قال (والله إني دعوت عليه بين الركن والمقام وإني رأيت آثار الدعاء وأنا أدعو الله عز وجل رأيت آثار الإجابة)
قال فاستمر الشاب ثم مرض قليلاً ففقد وعيه واندلع لسانه وأصبح الآن في الثمانين على الأرصفة يدور في الحارة.. لم يتزوج.. ولم ينجب.. ولم يأتيه ذرية.. ولم يتوظف.. فقد شبابه وحياته وذريته..
فالأولياء لهم صلة بالواحد الأحد إذا ظلموا وإذا أعتدي عليهم وإذا بغي عليهم
لأنهم جعلوا بينهم وبين الله آية وولاية..
قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) يونس62
يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم *** يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفـدك حـول البيت وانتبهوا *** و أنت يا حي يا قيـوم لـم تنـم
إن كـان جـودك لا يرجوه ذو سفه *** فمـن يجود على العاصين بالكرم